روائع مختارة | قطوف إيمانية | عقائد وأفكار | جنون القزمية وحيلها النفسية...الطريق إلى الهاوية!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > عقائد وأفكار > جنون القزمية وحيلها النفسية...الطريق إلى الهاوية!


  جنون القزمية وحيلها النفسية...الطريق إلى الهاوية!
     عدد مرات المشاهدة: 1868        عدد مرات الإرسال: 0

مع أننا قد نختلف في وجهات النظر بخصوص من هو الشخص الصعب ومن هو الهيّن، إلا إن خلاصة التجربه الحياتية والنفسية والواقع الحالى جعلنى ألخصها في جنون القزمية، ولعل ذلك نابع من إصطدام الانسان ببعض الشخصيات التي إذا أحببتها وأعطيتها بإخلاص لم تنل منها في النهاية إلا رمى الأحجار بل كل الأذى ومحاولة التطاول والتهكم والسخرية...وكأنها هي أصل الحكمة ومحك الأمر والمصدر الوحيد للرأي وما عدا ذلك إنكار ومكابرة أمام هذه التطاولية!!!

وهي شديدة الحساسية هذه الشخصية تفكر بطريقة غريبة جدا، فهى دائما تسيء الظن، تشعر دائما أن شيئًا ما خطأ في داخلها خاصة إذا تعرضت للتوتر...التعامل معها صعب جدا. وتعتبر هذه الشخصية شخصية أنانية نرجسية حيث يتضخم مفهوم الذات عند هذا الشخص ويفرط في الإعتداد بها، ويعجب بنفسه وبقدراته وإنجازاته وممتلكاته ودراسته وتخصصه، ويسعى إلى التضخيم من النفس أمام الآخرين ويتطلع للفت أنظارهم بأي إنجاز يقوم به.

ومع الإنجاز الذي يحققونه في الغالب -في المناصب والألقاب والجاه والثروة- إلا إنهم يعانون داخلياً من عدم الإستقرار النفسي، وهي شخصية تافهة تعتقد بأنها تفهم كل شيء وهي بالحقيقة شخصية جاهلة، تغضب لأتفه الأسباب لا تعرف معنى للمناقشة.

هى تحمل بداخلها كل أنواع الحقد والسلوك العدواني في التعامل مع الآخرين ويعكس ذلك الغضب والحدّة وعشق التحدي. وهي تغفل على تحقيق الإنتصار على الآخر حتى بالباطل، لدرجة أن رفضها لفكر يتفق الآخرون على أنه صحيح، تعده إنتصارا!. وهى دائمة التأهب للمواجهة، وبالطبع هذ الأمر نابع من إحباط كبير بالداخل نتيجة فشل فى تحقيق بعض مآربها، الله أعلم كيف هي وما هي خلفياتها، وهى تلجأ الى التهكم كأسلوب هروبي دفعي فتمتلك لسان سليط محشو بالتعليقات الوقحة والسخرية والتسفيه، وهى تتعمد دائما إلى أن تضع المقابل في موقف الغبي والتصغير من قيمته.

وهذا هذا النمط من الناس يتعامل معك بهدوء وبوجه سمح وكلام لطيف، وفجأة ينفجر ويهيج بسبب أشياء قد لا تمت بصلة إلى الموقف الذي يجمعك به، كما تتدعي المعرفة الكاملة في إختصاصها والشاملة في أمور الحياة العامة، ومشكلتها أن ما تراه صوابا لا يمكن أن يكون خطأ حتى لو كان كذلك، وعند حدوث خطأ ما فأنها تحاول أن تظهر معرفتها به حتى لو لم يكن على علم به، مع محاولة الإستحواذ على إنتباه الآخرين له وإهتمامهم به، ومع أن المغرورين لا يستطيعون خداع جميع الناس إلى الأبد، لكنهم يستطيعون خداع بعض الناس لمدة ما، ويستطيعون خداع الناس البسطاء لوقت أطول.

وهى في اللحظة التي يجب أن تتخذ فيها القرار، تلجأ إلى التسويف والمماطلة على أمل أن يتاح لها خيار آخر، ومن المحزن بالنسبة لمعظم القرارات أنه قد تطرأ فكرة صغيرة جدا -في وقت متأخر جدا- من شأنها أن تجبر القرار على أن يتخذ بنفسه.

وهى تلجأ دائما إلى أسلوب الشكاة من الناس تشعر دائما بالبؤس، والشاكون يرون أنفسهم محاطون بعالم ظالم، ولا أحد يمنحهم ما يستحقون من تقدير، وإحدى صعوبات التعامل معهم أنك حين تقدم لهم النصائح والحلول الصحيحة تصبح صديقا غير مرغوب فيه أو عدو رهيب...إنها شخصية فى عدة شخصيات مركبة تدعو إلى التأمل فى مدى الإزدواجية التي يحاط بها الكثيرون وأصبحت مصيبة المصائب ويكفي أنهم حولوا رمضان من شهر عبادة إلى شهر كل الموبقات من مسلسلات وآثام إلى التهام كل أنواع الطعام ومن اللبس العادي إلى المثير أكثر بحجة التحجب....حتى من الإعتكاف إلى أسلوب الإعتلاف!!! ومن التهجد إلى التنطع، فاللهم صبرنا على ما إبتلانا ولنكن كالنخلة إذا ضربت بالأحجار أتت بالثمار.

الكاتب: د. أيمن غريب قطب.

المصدر: موقع المستشار.